الأربعاء، 16 فبراير 2011

الفرق بين جمال الروح ......حسن الخلق

السلام عليكم ورحمه الله بركاته


ليس الجمال بأثواب تزييننا........ إن الجمال جمال العلم والأدب



قد لا يكون هناكــ شخص في الكــره الارضيه لا يبحثــ عن الجمال.

لا يخــلو عالمنا من منتجاتــ ومساحيق واطباء ومجمعاتـ وجمعياتـ تختص في مجال التجميــل .

كــل امرأه وايضــا كل رجــل يبحثـ عن الجمــال والجاذبيه .


ربمــا حل هذا البحثــ والتقصي بسيط ويختصــر عـلـى القليــل من المساحيق وبعض العمليات الجراحيه التجميليه وينتهي الامــر بالجمال والجاذبيه الخارقيـن ولكنهمــا مجرد خديعه يخدع بعضنا البعض فيهـا .


لكن !!!


في الحقيقة نحن لا نحمل اجساد فقطـ لكننا نحمل في انفسنا ارواح تنبغى هي الاخرى الجمــال .


فلا معنــى لوجه جميــل وقوامــ رشيق دون جوهـر ونفســ تبعثــ السعاده من حولهــا .

كمـ هناكــ اناس لديها جمـال باهـر ولكنــ جوهرها للاسفــ لا يقاس بحبة رمـل فلا يتحملهــا الاخر ولا يريد التقــرب منها .


فما فائدة جمال خارجي دون جمال داخـلي .



اكد بعض العلماء وخبراء التجميــل ان من غيــر الصحيح الاعتماد عــلى المساحيق ومواد التجميـل فقط فالبشـره تتأثر تأثـيرا كبيرا بداخل المرء وبما يحمل من مشاعـر ونفسيـه فأذا كان جوهره سليمــ اصبحتـ بشرته صافيه واذا كانتـ النفسيـه تشعـر بالتعب والضجـر ستصبح البشـره شائبه .



فالجمــال ليس بوجه مزيف بمساحيق ومواد تجميليه بل هو جمــال الروح وصفاء القـلوب .


قيل في جمال الروح :

جـمال الـروح ذاك هو الجمالُ .... تـطيب بـه الـشمال والخِلالُ
ولا تُـغني إذا حـسنت وجـوه .... وفـي الأجـساد أرواح ثـقال
ولا الأخـلاق لـيس لها جذور .... مـن الايـمان تـوّجها الكمال
زهـور الـشمع فـاتنة ....زهـور الروض ليس لها مثال
حـبال الـود بالإخلاص تقوى ... فـإن يـذهب فلن تقوى الحبال
حـذارِ مـن الجدال فكم صديق .... يـعـاديه إذا إحـتدم الـجدال
بأرض الخِصب إما شئت فازرع .... ولا تـجدي إذا زرعـت رمال
جـمال الـروح ذاك هو الجمال .... تـطيب بـه الـشمائل والخلال





وكما قيــل :

الجمــال جمال العلمــ والادب وحسن الخلق .

فما اجملكــ وما اسعدكــ وما اقربكــ عند الله سبحانه وتعالى ورسوله وما احببكــ عند الناس اذا كنت جميــل الروح , حسن الخلق , ذو علمــ وادب واخلاق .

أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً






قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " اثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق ". وذكر في حديث آخر ، إن أول ما يوضع في الميزان ، حسن الخلق والسخاء.

فلو شاعت الأخلاق في مؤسساتنا وكانت هي أساس التعامل بين الرئيس والمرؤوس ، وبين الزميل وزميله ، وبين الموظف ومراجعة وبين الإدارة ومثيلتها ، لنتج عن ذلك أجواء الثقة والتفاهم والألفة وبالتالي الإنتاجية ، لان صاحب الأخلاق يعمل بدافع ضميره ، ورقابة الله تعالى عليه ، فهو عندما يبتسم , يبتسم صدقة , وعندما يلقي التحية على رؤسائه أو زملائه ، فانه يتبع هدي النبي في إفشاء السلام ، وإذا قضى حاجة لأخيه المراجع أو لصاحب الحاجة بهمه وسرعة ، فانه يقوم بذلك تطبيقاً للتوجيه النبوي الشريف " لان تقضي حاجة أخيك ، خير لك من الاعتكاف بمسجدي هذا شهراً ". وعندما يبتعد عن الجدال فهو بذلك يطبق قول الرسول الكريم " أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقاً ". وعندما يشكر شخصاً قام بأداء خدمة له ، فهو يتبع قول الرسول الكريم " من صنع إليكم معروفاً فكافئوه , فان لم تجدوا ما تكافئونه ، فادعوا له ، حتى تروا أنكم كافأتموه ".

كذلك في حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم " إنكم لن تسعدوا الناس بأموالكم ، فأسعدوهم ببسط الوجه وحسن الخلق ".
ولخص أحد الحكماء صفات حسن الخلق فيما يلي " هو إن يكون كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الإصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، براً وصولاً ، وقوراً صبوراً شكوراً رضياً ، عفيفاً شفيقاً ، لا لعاناً ولا سباباً ، ولا نماماً ، ولا مغتاباً ، ولا عجولاً ولا حقوداً ، ولا بخيلاً ولا حسوداً ، بشوش ، يحب في الله ، ويبغض في الله ، يرضى في الله ، ويغضب في الله ، فهذا هو حسن الخلق .

كلمات جميلة عن الاخلاق >>

وإِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ

فَـإِنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا

( أحمد شوقي )

* * *

صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ

فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ

( أحمد شوقي )

* * *

وَإِذَا أُصِيـبَ القَـوْمُ فِـي أَخْـلاقِهِمْ

فَأَقِـمْ عَلَيْهِـمْ مَـأْتَمـاً وَعَـوِيـلاَ

( أحمد شوقي )

* * *

هِـيَ الأَخْـلاقُ تَنْبُـتُ كَالنَّبَـاتِ

إِذَا سُـقِيَـتْ بِمَـاءِ المَكْـرُمَـاتِ

فَكَيْـفَ تَظُـنُّ بِـالأَبْنَـاءِ خَيْـراً

إِذَا نَشَـأُوا بِحُضْـنِ السَّـافِـلاتِ

( معروف الرصافي )

* * *

وَإِذَا رُزِقْـتَ خَلِيقَـةً مَـحْمُـودَةً

فَقَـدْ اصْطَفَـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرْزَاقِ

( حافظ إبراهيم )

* * *

لا تَنْـهَ عَنْ خُلُـقٍ وتَأْتِـي مِثْلَـهُ

عَـارٌ عَلَيْـكَ إِذَا فَعَلْـتَ غَظِيـمُ

( المتوكل الليثي )

* * *

والمَرْءُ بِالأَخْـلاقِ يَسْمُـوا ذِكْـرُهُ

وبِهَا يُفَضَّـلُ فِي الـوَرَى وَيُوَقَّـرُ

( محمود الأيوبي )

* * *

فَلَـمْ أَجِـدِ الأَخْـلاقَ إِلاَّ تَخَلُّقـاً

وَلَـمْ أَجِـدِ الأَفْضَـالَ إِلاَّ تَفَضُّـلاَ

( أبو تـمام )

* * *

الأقوال المأثورة

لا مروءة لكذوب ، ولا وَرَعَ لِسَيِّىءِ الخلق

( الجاحظ )

تواضع عن رِفْعَه وازهد عن حكمه وأنصف عن قوه واعف عن قدره

( قول عربي )

تنكشف الأخلاق في ساعة الشده

( أندريه موروا )

حسن الخلق أحد مراكب الحياة

( جعفر الصادق )

أدنى أخلاق الشريف كتمان سِرِّهِ ، وأعلى أخلاقه نسيان ما أُسِرَّ إليه

( المهلب )
 
 


 
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده



1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }76-  بسم الله الرحمن الرحيم{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } بسم الله الرحمن الرحيم{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ *مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }(ثلاث مرات )77- " أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعدهوأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر".

2- "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور"

3- "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت وأعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

4- اللهم إني أصبحت  أشهدك وأشهد حملة عرشك ، وملائكتك وجميع خلقك ، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدت لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك" ( أربع مرات )

5- اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر "

6- "اللهم عافني في بَدَني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت .اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت" (ثلاث مرات).

7- "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "(سبع مرات )

8-"اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة،اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي،اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".

9-"اللهم عَالِمَ الغيب والشَّهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجُره إلى مسلم".

10-" بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ( ثلاث مرات)

11- رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً " (ثلاث مرات)

 12- "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كُله ولا تَكِلْني إلى نفيس طرفة عين".

13- أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إني أسألك خير هذه اليوم : فتحه، ونصره ،ونوره ،وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده"

14- "أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم وملَّة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".

15- من قال :"سبحان الله وبحمده"(مائة مرة )

16- "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"( عشر مرات)( أو مرة واحدة عند الكسل)

17-" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"(مائة مرة إذا أصبح )

18- "سبحان الله وبحمده عدد خلقهِ ورِضَا نفسِهِ وزِنُة عَرشِهِ ومِداد كلماته"( ثلاث مرات إذا أصبح )

19- " اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً " ( إذا أصبح )

20-"أستغفر الله وأتوب إليه " (مائة مرة في اليوم )

21- "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ( ثلاث مرات إذا أمسى

22- " اللهم صل وسلم على نبينا محمد " (عشر مرات )



من أخلاق الصحابة

اجتمع الصحابة في مجلس .. لم يكن معهم الرسول عليه الصلاة والسلام .. فجلس خالد بن
الوليد .. وجلس ابن عوف .. وجلس
بلال وجلس ابو ذر .. وكان ابو ذر فيه حدة وحرارة
فتكلم الناس في موضوع ما .. فتكلم أبو ذر بكلمة إقتراح : أنا أقترح في الجيش أن
يفعل به كذا وكذا .

قال بلال : لا .. هذا الإقتراح خطأ .

فقال أبو ذر : حتى أنت يابن السوداء تخطئني .!!!

فقام بلال مدهوشا غضبانا أسفا .. وقال : والله لأرفعنك لرسول الله عليه الصلاة
والسلام .. وأندفع ماضيا إلى رسول الله .

وصل للرسول عليه الصلاة والسلام ..وقال : يارسول الله .. أما سمعت أبا ذر ماذا يقول
في ؟

قال عليه الصلاة والسلام : ماذا يقول فيك ؟؟

قال : يقول كذا وكذا ..

فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ..وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر .. فاندفع مسرعا
إلى المسجد ..

فقال : يارسول الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قال عليه الصلاة والسلام : يا أبا ذر أعيرته بأمه .. إنك امرؤ فيك جاهلية .!!

فبكى أبو ذر رضي الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس .. وقال يارسول
الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة
ثم خرج باكيا من المسجد ..
.. وأقبل بلال ماشيا ..فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب ..وقال :
والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ..!!

فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا .

هذه هي حياتهم يوم تعاملوا بالإسلام رضي الله عنهم أجمعين.

ان بعضنا يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات .. فلا يقول : عفواً ويعتذر

إن بعضنا يجرح بعضا جرحا عظيما .. في عقيدته ومبادئه وأغلى شيء في حياته فلا يقول
.. سامحني .

إن البعض قد يتعدى بيده على زميله .. وأخيه .. ويخجل من كلمة : آسف .

الإسلام دين التقوى لم يفرق بين لون أو حسب أو نسب ..

فلماذا يعجز أحدنا عن الإعتذار لأخيه .. بهدية صغيرة .. أو كلمة طيبة .. أو بسمة
حانية .. لنضل دوما على الحب والخير أخوة .

الانسان ثمرة الطاعة والمحبة ..فكل مطيع لله مستأنس... وكل عاص لله مستوحش

اللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك
أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها
وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبى فى الجنة ولا تجعل منا
طالب حاجه الآ أعطيته أياها فأنك ولى ذلك والقادر عليه وصلى
اللهم وسلم على حبيبك ونبيك محمد
أمين....








الثلاثاء، 15 فبراير 2011

لو كان بيننا .. :)

هذه مقدمة مسلسل رائع جداً

يتكلم عن أخلاق المسلم والنبي يدعى هذا البرنامج

" لو كان بيننا "

أرجو رؤيته على اليوتيوب أو أي مكان آخر




من هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم

هو محمد بن عبد الله النبيّ العربيّ الأميّ الصادقُ الأمين، الذي شَرحَ الله صَدرَه ووضَعَ عنه وزرَه ورَفَعَ ذكرَه في العالمين، وهو خاتمُ النبيين والمرسلين؛ وهو الذي اختاره الله تعالى على علم وجمَّلَ به صرح الأنبياء وأرسله رحمة للعالمين؛ فقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَل رَجُلٍ بَنَىَ بُنْيَاناً فَأَحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ.

إلا مَوْضِعَ لِبَنَة مِنْ زَاوِيَة مِنْ زَوَايَاهُ؛ فَجَعَلَ النّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَلاّ وُضِعَتْ هَذِهِ اللّبِنَةُ. قَالَ: فَأَنَا اللَبِنَةُ، وأَنَا خَاتَمُ الّنِبِييّنَ" أخرجه مسلم في الفضائل. وهكذا ببعثته صلى الله عليه وسلم وشريعته كمل البناء الإيماني والهدي الرباني، واكتمل للإنسانية النور الذي يضيء لها أسباب السعادة، واكتملت مكارم الأخلاق، ودعائم الحق والعدل، وهو الذي سطعت أنواره من مكة المكرمة أم القرى فأضاءت الدنيا بأسرها وبددت مظاهر الظلام والجهل الذي عشش فيها وفرخ، ومحت الوثنية ومحقت الأصنام، وثبتت بفضل جهوده دعائم الوحدانية وأسس الإيمان، وانتشرت الفضائل والقيم السماوية بالاقتداء بسيرته العطرة والاهتداء بتعاليمه المشرقة، والأمر كما قال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي ملك الحبشة: كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبة وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله تعالى لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمر بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام – وعدد عليه أمور الإسلام – ثم قال: فصدقناه، وآمنا به واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا؛ فعدا علينا قومنا فعذبوه ففتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث. فكانت بعثة النبي محمد رحمة للعالمين، وهداية للناس أجمعين كما قال سبحانه وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء الآية 107 ولذلك قال - عليه السلام -: "إنما أنا رحمة مهداة" حديث شريف، وهو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، وعلمه فأحسن تعليمه، وشهد له بذلك سبحانه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)سورة القلم الآية4 . وحقيقة الخُلق في اللغة: هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب يسمى خُلقا؛ لأنه يصير كالخلقة فيه. فلم يذكر خلق محمود إلا وكان للنبي صلى الله عليه وسلم منه الحظ الأوفر. وسمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه؛ من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم، وكل خلق جميل. وهو الذي ألف الله به بين القلوب، ونزع به فتيل الحقد والكراهية من النفوس، وجعل له أنصاراً وأعواناً ينصرونه ويدعون معه إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما بين سبحانه (وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال الآيتان 62 - 63 . ومن رحمة الله عز وجل بعباده أن كانت معجزة كل نبي في زمانه بما يناسب أهل ذلك الزمان؛ فذكر العلماء أن موسى عليه السلام كانت معجزته مما يناسب أهل زمانه؛ وكانوا سحرة أذكياء، فبعث بآيات بهرت الأبصار وخضعت لها الرقاب، ولما كان السحرة خبيرين بفنون السحر وما ينتهي إليه، وعاينوا ما عاينوا من الأمر الباهر الهائل الذي لا يمكن صدوره إلا عمن أيده الله وأجرى الخارق على يديه تصديقاً له، أسلموا سراعاً ولم يتلعثموا، وهكذا عيسى ابن مريم عليه السلام بُعث في زمن الطب والحكماء فأرسل بمعجزات لا يستطيعونها ولا يهتدون إليها، وأنى لحكيم إبراء الأكمها (الذي يولد أعمى والبرص معروف وهو بياض يعتري الجلد) لذا هو أسوأ حالاً من الأعمى والأبرص. والمجذوم (المصاب بالجذام، وهو داء كالبرص يسبب تساقط اللحم والأعضاء) ومن به مرض مزمن، وكيف يتوصل أحد من الخلق إلى أن يقيم الميت من قبره، هذا مما يعلم كل أحد معجزة دالة على صدقه، وعلى قدرة من أرسله، وهو لم يفعل ذلك بذاته وإنما بإذن الله وتوفيقه، وهكذا محمد صلى الله عليه وسلم بُعث في زمن الفصحاء البلغاء؛ فأنزل الله عليه القرآن الكريم الذي (لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) سورة فصلت الآية 42 ، فلفظه معجز تحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة واحدة، وقطع عليهم بأنهم لا يقدرون لا في الحال ولا في الاستقبال، فإن لم يفعلوا ولن يفعلوا وما ذاك إلا لأنه كلام الخالق عز وجل والله تعالى لا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا إنها ستكون فتنة، فقلت : ما المخرج منها يارسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الالسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به)، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم" الحديث رقم 2982 سنن الترمذي.

عظمة خلق الرسول >>!!

ثم تجيء الشهادة الكبرى والتكريم العظيم: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.. وتتجاوب أرجاء الوجود بهذا الثناء الفريد على النبي الكريم، ويثبت هذا الثناء العلوي في صميم الوجود! ويعجز كل قلم, ويعجز كل تصوّر, عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود, وهي شهادة من الله، في ميزان الله, لعبد الله, يقول له فيها { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.
ومدلول الخُلُق العظيم هو ما هو عند الله، مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين!

ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد صلى الله عليه وسلم، تبرز من نواحٍ شتى:
تبرز من كونها كلمة من الله الكبير المتعال, يسجّلها ضمير الكون, وتثبت في كيانه, وتتردد في الملأ الأعلى إلى ما شاء الله.
وتبرز من جانب آخر, من جانب إطاقة محمد صلى الله عليه وسلم لتلقـّيها. وهو يعلم من ربه هذا, قائل هذه الكلمة.
ما هو? ما عظمته? ما دلالة كلماته? ما مداها? ما صداها? ويعلم من هو إلى جانب هذه العظمة المطلقة, التي يدرك هو منها ما لا يدركه أحد من العالمين.
إن إطاقة محمد صلى الله عليه وسلم لتلقي هذه الكلمة من هذا المصدر, وهو ثابت, لا ينسحق تحت ضغطها الهائل -ولو أنها ثناء-، ولا تتأرجح شخصيته تحت وقعها وتضطرب.. تلقيه لها في طمأنينة وفي تماسك وفي توازن.. هو ذاته دليل على عظمة شخصيته فوق كل دليل.

ولقد رويت عن عظمة خُلُقِهِ في السيرة, وعلى لسان أصحابه روايات منوعة كثيرة. وكان واقع سيرته أعظم شهادة من كل ما روي عنه. ولكن هذه الكلمة أعظم بدلالتها من كل شيء آخر؛ أعظم بصدورها عن العلي الكبير، وأعظم بتلقـّي محمد لها وهو يعلم من هو العلي الكبير, وبقائه بعدها ثابتاً راسخاً مطمئناً، لا يتكبّر على العباد, ولا ينتفخ, ولا يتعاظم, وهو الذي سمع ما سمع من العلي الكبير!

و { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }.. وما كان إلا محمد صلى الله عليه وسلم بعظمة نفسه هذه من يحمل هذه الرسالة الأخيرة، بكل عظمتها الكونية الكبرى؛ فيكون كفئاً لها, كما يكون صورة حية منها.
إن هذه الرسالة من الكمال والجمال, والعظمة والشمول، والصدق والحق، بحيث لا يحملها إلا الرجل الذي يثني عليه الله هذا الثناء. فتطيق شخصيته كذلك تلقي هذا الثناء في تماسك وفي توازن, وفي طمأنينة؛ طمأنينة القلب الكبير الذي يسع حقيقة تلك الرسالة وحقيقة هذا الثناء العظيم. ثم يتلقى -بعد ذلك- عتاب ربه له ومؤاخذته إياه على بعض تصرفاته, بذات التماسك وذات التوازن وذات الطمأنينة. ويعلن هذه كما يعلن تلك, لا يكتم من هذه شيئاً ولا تلك.. وهو هو في كلتا الحالتين النبي الكريم، والعبد الطائع، والمبلغ الأمين.

إن حقيقة هذه النفس من حقيقة هذه الرسالة، وإن عظمة هذه النفس من عظمة هذه الرسالة، وإن الحقيقة المحمدية كالحقيقة الإسلامية لأبعد من مدى أي مجهر يملكه بشر. وقصارى ما يملكه راصد لعظمة هذه الحقيقة المزدوجة أن يراها ولا يحدد مداها، وأن يشير إلى مسارها الكوني دون أن يحدد هذا المسار!
ومرة أخرى أجد نفسي مشدوداً للوقوف إلى جوار الدلالة الضخمة لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الكلمة من ربه, وهو ثابت راسخ متوازن مطمئن الكيان.. لقد كان -وهو بشر- يثني على أحد أصحابه, فيهتزّ كيان صاحبه هذا وأصحابه من وقع هذا الثناء العظيم.. وهو بشر وصاحبه يعلم أنه بشر، وأصحابه يدركون أنه بشر.. إنه نبي.. نعم، ولكن في الدائرة المعلومة الحدود؛ دائرة البشرية ذات الحدود.. فأما هو فيتلقى هذه الكلمة من الله، وهو يعلم من هو الله، هو بخاصة يعلم من هو الله! هو يعلم منه ما لا يعلمه سواه، ثم يصطبر ويتماسك ويتلقى ويسير... إنه أمر فوق كل تصور وفوق كل تقدير!!
إنه محمد -وحده-، هو الذي يرقى إلى هذا الأفق من العظمة..
إنه محمد -وحده-، هو الذي يبلغ قمة الكمال الإنساني المجانس لنفخة الله في الكيان الإنساني..
إنه محمد -وحده- هو الذي يكافئ هذه الرسالة الكونية العالمية الإنسانية; حتى لتتمثل في شخصه حية, تمشي على الأرض في إهاب إنسان..
إنه محمد -وحده-، الذي علم الله منه أنه أهل لهذا المقام، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلن في هذه أنه على خلق عظيم. وأعلن في الأخرى أنه، جلّ شأنه وتقدّست ذاته وصفاته, يصلي عليه هو وملائكته (إن الله وملائكته يصلون على النبي). وهو جل شأنه، وحده القادر على أن يهب عبداً من عباده ذلك الفضل العظيم..

ثم إن لهذه اللفتة دلالتها على تمجيد العنصر الأخلاقي في ميزان الله; وأصالة هذا العنصر في الحقيقة الإسلامية كأصالة الحقيقة المحمدية.
والناظر في هذه العقيدة, كالناظر في سيرة رسولها, يجد العنصر الأخلاقي بارزاً أصيلاً فيها, تقوم عليه أصولها التشريعية وأصولها التهذيبية على السواء.. الدعوة الكبرى في هذه العقيدة إلى الطهارة والنظافة والأمانة والصدق والعدل والرحمة والبر وحفظ العهد, ومطابقة القول للفعل, ومطابقتهما معاً للنية والضمير; والنهي عن الجور والظلم والخداع والغش وأكل أموال الناس بالباطل, والاعتداء على الحرمات والأعراض, وإشاعة الفاحشة بأية صورة من الصور..
والتشريعات في هذه العقيدة لحماية هذه الأسس وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك, وفي أعماق الضمير وفي واقع المجتمع، وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء.

والرسول الكريم يقول: « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ».. فيلخّص رسالته في هذا الهدف النبيل، وتتوارد أحاديثه تترى في الحض على كل خلق كريم، وتقوم سيرته الشخصية مثالاً حياً، وصفحة نقية, وصورة رفيعة, تستحق من الله أن يقول عنها في كتابه الخالد { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.. فيمجّد بهذا الثناء نبيه صلى الله عليه وسلم، كما يمجد به العنصر الأخلاقي في منهجه الذي جاء به هذا النبي الكريم, ويشد به الأرض إلى السماء, ويعلّق به قلوب الراغبين إليه -سبحانه- وهو يدلّهم على ما يحب ويرضى من الخلق القويم.

وهذا الاعتبار هو الاعتبار الفذّ في أخلاقية الإسلام؛ فهي أخلاقية لم تنبع من البيئة, ولا من اعتبارات أرضية إطلاقاً. وهي لا تستمد ولا تعتمد على اعتبار من اعتبارات العرف أو المصلحة أو الارتباطات التي كانت قائمة في الجيل؛ إنما تستمد من السماء وتعتمد على السماء.

تستمد من هتاف السماء للأرض لكي تتطلع إلى الأفق، وتستمد من صفات الله المطلقة ليحققها البشر في حدود الطاقة, كي يحققوا إنسانيتهم العليا, وكي يصبحوا أهلاً لتكريم الله لهم واستخلافهم في الأرض، وكي يتأهلوا للحياة الرفيعة الأخرى { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }.. ومن ثم فهي غير مقيدة ولا محدودة بحدود من أي اعتبارات قائمة في الأرض; إنما هي طليقة ترتفع إلى أقصى ما يطيقه البشر. ثم إنها ليست فضائل مفردة: صدق وأمانة وعدل ورحمة وبر.... إنما هي منهج متكامل, تتعاون فيه التربية التهذيبية مع الشرائع التنظيمية، وتقوم عليه فكرة الحياة كلها واتجاهاتها جميعاً, وتنتهي في خاتمة المطاف إلى الله.. لا إلى أي اعتبار آخر من اعتبارات هذه الحياة!

وقد تمثلت هذه الأخلاقية الإسلامية بكمالها وجمالها وتوازنها واستقامتها واطّرادها وثباتها في محمد صلى الله عليه وسلم وتمثلت في ثناء الله العظيم, وقوله
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }..